الأسس الجمالية في النقد العربي
الأسس الجمالية في النقد العربي
الأسس الجمالية في النقد العربي
اللغة العربية
—
معنى النقد
في القاموس المحيط ولسان العرب وغيرهما: النقد والتّنقاد والانتقاد تمييز الدّراهم وإخراج الزّيف منها، أنشد سيبويه:
تنفي يداها الحصَي في كلّ هاجرةٍ نفَي الدّراهم تنقادُ الصّياريف
و نقدتُ الدّراهَم وانتقدتها أخرجتُ منها الزَّيف فهذا المعني اللّغوي الأول يشير إلي أنّ المراد بالنقد التمييز بين الجيد والرّديء من الدّراهم والدنانير، وهذا يكون عن خبرة وفهم وموازنة ثمّ حكم سديد وهناك معني لغوي آخر يدلُّ عليه قولهم أيضا نقدتُ رأسَهُ باصبعي إذا ضربتُهُ ونقدت الجوزة أنقدها إذا ضربتها وعلي ذلك يفسّر حديث أبي الدرداء أنّه قال: إن نقدتَ النّاسَ نقدوكَ وإن تركتهم تركوكَ معناه إن عبتَهم وَاغتبتهم قابلوك بمثله فالنقد هنا معناه العيب والثلم أو التجريح وضدّه الإطراء والتقريظ من قرّظ الجلد إذا دبغه بالقرظ
وأديم مقروظ إذا دُبغ أو طلي به وذلك انّما يكون للتحسين والتّجميل فالنقد للذّمّ والتقريظ للمدح والثناء. ومن المعاني التّي تستعمل فيه هذه المادّة لدغ الحيّة، وقبض الدّراهم و أخذ الطائر الحبّ واحدة . وأمّا في الّلغات الأوروبيّة فإن كلمة Critique مشتّقة من الفعل اللّاتيني Krinemبمعني «يفصل» أو يميز وحين يميز الشي ء عن شي ء آخر، في تلك اللغات فإن معني هذا أنّه يؤكّد وجود شي ء يمكن تصنيفه مع نظيرة من الأشياء الّتي لها صفات متشابهة معه بدرجة قليلة أو كثيرة وهذا يظهر معنيً أوليا لكلمة نقد وهو تميز شيء عن نظيره ويمكننا إذا تتبعنا تطور كلمة «نقد» في القرن السادس عشر، سنجد أنّها ظهرت في بادي ء الأمر في المجال الفلسفي للدّلالة علي تصحيح الأخطاء النّحوية أو إعادة صياغة كل ما هو ضعيف في المؤلّفات الأدبيّة اليونانية ثمّ تطوّر ذلك المصطلح في القرنين السابع والثّامن عشر، واتّسعت حدوده حتّي شملت وصف وتذوق المؤلّفات الأدبيّة في وقت معا.
Source: الأسس الجمالية في النقد العربي