ما هو برنامج فطن في وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية ؟
■ الإجابة :
البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات (فطن) وهو برنامج أطلقته وزارة التعليم السعودية، ويعد برنامج «فطن» برنامج وطني يُعنى بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية، ويسعى من خلال خطته الاستراتيجية، والتدريبية، والإعلامية، أن يكون الأول وقائيًّا محليًّا وإقليميًّا.
وقد استعدت وزارة التعليم لإطلاق الحملة الوطنية التوعوية لوقاية الطلاب والطالبات من المشكلات السلوكية والانحرافات الفكرية وأهمية تنمية مهاراتهم الشخصية والاجتماعية لمساعدتهم في اكتساب المهارات الحياتية التي تجعل منهم قادرين على قيادة ذواتهم بإيجابية.
يأتي ذلك بعد صدور قرار معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل باعتماد (فطن) اسماً للبرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات، الذي اطلقته الوزارة بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات. وتضمن القرار اعتماد تنفيذ البرنامج على مستوى المناطق والمحافظات، واعتماد تنفيذ الدليل الإجرائي وخطة التدريب ومتطلباتها.
وأكدت وزارة التعليم أنها أطلقت برنامجها الوطني الوقائي من خلال عقد شراكات مع عدد من الجهات ذات العلاقة, وعقد اجتماعات لمسؤولي إدارات التعليم في المناطق والمحافظات لتنفيذ الحملة التوعوية الخاصة بالبرنامج، مشيرة إلى أنها ستستخدم التغطية الإعلامية الشاملة والإعلام الجديد والأنشطة والبرامج والتدريب في البرنامج الذي سيتم فيه بالمرحلتين المتوسطة والثانوية.
ويستهدف البرنامج خمسة ملايين طالب وطالبة لرفع الفهم لديهم من سوء استخدام وسائل التواصل الحديثة .
ويهدف “فطن” إلى تعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية في إطار تعاليم الدين الإسلامي، وتنمية مهارات المستهدفين الشخصية والاجتماعية، ونشر الوعي الصحي والاجتماعي والنفسي بأضرار المخدرات، وتكوين فرق تطوعية مساندة وداعمة لتنفيذ البرنامج على المستوى الوطني.
وقد أقر وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل اعتماد (فطن) اسماً للبرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات وفقاً لهوية وشعار البرنامج الذي تم استلهام مسماه من الحديث النبوي الشريف “المؤمن كيّس فطن” من منطلق أن الفطنة كمسمى تنطوي على دلالات عدة أبرزها : الذكاء، الوعي، النباهة، حسن الإدراك والتصرف، القدرة على تمييز الخير من الشر، وهي جميعها من الأهداف التي ينشدها البرنامج ويرمي إليها من جراء إطلاقه.
كما اعتمد معالي الوزير تنفيذ تنفيذ البرنامج على مستوى مناطق ومحافظات المملكة.
وأقر أيضاً اعتماد تنفيذ الدليل الإجرائي وخطة التدريب ومتطلباتها من خلال شركة تطوير للخدمات التعليمية.
وقد اختتم يوم الخميس المصادف 4 / 7 / 1436هـ البرنامج التدريبي لإعداد خبراء (فطن) في مرحلته الثانية الذي نفذته وزارة التعليم في الرياض واستمر ستة أيام متواصلة، وجاء ختام البرنامج برعاية وحضور معالي نائب الوزير لتعليم البنين الدكتور حمد آل الشيخ، الذي أكد في كلمة ألقاها بهذه المناسبة على أهمية البرنامج كونه يعنى بوقاية أبنائنا وبناتنا من كثير من المشكلات التي يتعرضون لها ومنها آفة المخدرات، مستشهداً بكلمة خالدة لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله الذي حمل لواء محاربة هذا الداء، عندما قال رحمه الله : (إن هذه الآفة أخطر من أي شيء ؛ ونحن أمام حرب شعواء تستهدف مجتمعنا المسلم المتخلق بأخلاق الإسلام وأخلاق العرب التي تربى عليها أجيال متعاقبة) وقدم معالي النائب الشكر لمعالي وزير التعليم على عنايته واهتمامه بهذا البرنامج الوطني المهم في تحصين فلذات أكباد الوطن وعماده. وقال آل الشيخ : ”ولا أدل على هذا الاهتمام إلا حضور معاليه لافتتاحية البرنامج ومشاركته المتدربين في أول أيامه التدريبية” وأضاف آل الشيخ : ”بأن هذه العناية نابعة من التوجيهات الدائمة والمستمرة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – الذي يحثنا جميعاً على إعداد المواطن الصالح وإيمانه العميق حفظه الله بأن المدرسة هي اللبنة الأساسية لبناء شخصية المواطن السعودي“.
وأبان آلِ الشيخ بأن رؤية البرنامج جاءت لكي تكون بيئاتنا التربوية بيت الخبرة الأول في الوقاية من المخدرات والسلوكيات الخطرة، وبرسالة تستهدف الإسهام في تحقيق التحصين النفسي والاجتماعي لطلابنا وطالباتنا حماهم الله من كل الشرور ومن كل الانحرافات الفكرية والأخلاقية، وجعلهم حماة للوطن يثمنون مقدراته ويعتزون بدينهم الإسلامي العظيم ويفخرون بقيادتهم الحكيمة.
وأكد معاليه على أهمية أن يتبنى الجميع هذا التوجه الوطني الذي رسمته الوزارة ووفرت له الإمكانات والكوادر البشرية ذات الخبرة المتميزة، وأن يقدموا كل خبراتهم ومهاراتهم لرعاية ووقاية الطلاب والطالبات ومساعدة أسرهم لرعاية أبنائهم وبناتهم ليكونوا كما عهدناهم حماة للوطن ورجالات مستقبله الزاهر في ظل قيادة كريمة تقيم العدل وتنشر الخير.
وختم معاليه كلمته بأن الوزارة ستعمل على توفير الكوادر البشرية والمادية لتحقيق الأهداف، وسيتم قياس عمليات البرنامج من خلال المؤشرات والمقاييس المعدة لذلك، مبيناً أنه سيصاحب العمل الميداني حملة إعلامية ذات أهداف متعددة تسهم في تعاون كافة شرائح المجتمع مع البرنامج.
يذكر أن ختام البرنامج ناقش العروض التطبيقية التي قدمها المشاركون واستهدفت تقييم المتدربين كخبراء تدريب في ختام البرنامج، ويستهدف البرنامج تدريب أكثر من (710) خبير وخبيرة من إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات.
هذا وتضمن البرنامج التدريبي مجموعة من المحاور التي تناولت الوعي الذاتي بمؤثرات الحياة وتم خلاله تدريب المستهدفين على مهارات التعامل مع المؤثرات السلبية التي تستهدف الشباب, وأهمية أن يمتلك الطلاب والطالبات مهارات تساعدهم في اتخاذ القرار والتمييز بين الصح والخطأ.
كما اشتمل التدريب على عمليات السلوك التوكيدي, وإكساب الطلاب والطالبات مهارات توكيد الذات والقدرة على مواجهة التحديات والضغوط, والدفاع عن أنفسهم, والتصرف الايجابي في المواقف الاجتماعية المختلفة واحترام حقوق الآخرين، والتواصل معهم بحكمة ومشروعية، إضافة إلى التعرف على مهارات حل المشكلات والتعامل معها وامتلاك الأساليب الايجابية لمواجهتها واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.